jeudi 2 juin 2016

قصة روح أطولاي ـ الحلقة 1

قصة روح أطولاي ـ الحلقة 1


يوم الإثنين بالصباح أول نهار نشوف الوالد جالس في الدار بحوايج النعاس، ولفتو ديما لابس “الفيستا” و”الكرافاطا” وجالس تايشرب في القهوة ديالو وعينيه على الجورنال تايقرا الأخبار قبل مايمشي للخدمة، كان ديما كيتسناني أنا وخوتي في الصالون ولا على برا باش يوصلنا للمدارس ديولنا، ولكن ذاك النهار كان يوم استثنائي فهو أول يوم ليه من أيام التقاعد.
فاش سالينا فطورنا عطاني الوالد سوارت الطوموبيلا ديالو باش نوصل خوتي للمدرسة لأنني أنا الكبير بيناتهوم، وقاليا أنه غادي يدوز عندي “لافاك” فين كانقرا مع العشرة باش نعطيه السوارت لأنه داير مع واحد السيد باش يشوف الطوموبيل. أواه الوالد بغى يبيع “الرانج روفر إيفوك” ديالو! في الأول صدمني فاش قالها لأن ذيك الطوموبيل عزيزة علينا كاملين وكانت عندي أنا بالخصوص معاها ذكريات بزاف. سولتو علاش بغا يبيعها قاليا حتال العشية وغادي تعرف. وذاكشي اللي كان في العشية جمعنا الوالد كاملين أنا والواليدة وخوتي باش نهضروا.
كانت كاتعجبني الطريقة باش كايفكر الوالد، عقليتو شابة وقريب منا بزاف، في بعض الأحيان كانحس بيه بحالا صاحبي ماشي الأب ديالي، واخا أنه بعد المرات كايكون طيب ونية أكثر من اللزوم، وهاذشي اللي كايستغلوه بزاف ديال منعدمي الضمير. اللي كان كايعجبني فيه أكثر هي ذيك الطريقة ديالو في تدبير الأمور، ماكايدير حتى شي حاجة حتى كايتشاور معانا كاملين ويأخذ الأراء ديالنا، وماكانوضوش من فوق ذيك الطبلة فين كانجلسوا حتى كانتفاهمو على كولشي، وبطبيعة الحال القرار الأخير كايرجع ليه.
فذاك الإجتماع قالينا أنه تلقى منحة كبيرة ديال نهاية الخدمة من البنك اللي كان خدام فيها لأنه كان مدير وكالة بنكية بمدينة مراكش، وأن الطوموبيل جابت ليه اليوم 50 مليون، والأرض في البلاد اللي هاذي 20 عام مامستغلاش جابت ليه 200، وقالينا أيضا أنه غادي يبيع حتى الدار اللي ساكنين فيها ب 300 مليون، وغادي ننتاقلو للسكن في حي “صوفيا” الراقي بمراكش ولقا فيلا تما بثمن مناسب، وغادي يبقى ليه مبلغ غادي يحل بيه قهوة كبيرة تحت الدار اللي ساكنين فيها دابا، أما من ناحية المواصلات فغادي نكتافيو بالطوموبيل ديال الواليدة. باينة الواليد هاذ المرة خطط لكولشي بلا مايقولها لينا. تحمسنا كلنا للفكرة خصوصا وأننا غادي نتحولو من هاذ الحي اللي لا أنا لا حتى حد من خوتي ماحاملو.
بعد مرور أيام باع الوالد الطوموبيل والدار، واتفق مع الشاري أنه غادي يخوي ليه الدار من بعد 3 أشهر، المدة اللي غادي نصلحو فيها الفيلا ونصبغوها. مشينا شفنا الفيلا ذاك النهار مجموعين، مبنية معزولة وبعيدة بوحدها، داير بيها سور عالي من كاع الجوايه وفيها شجر طويل من الجناب، ومن الوهلة الأولى كاتعطي إنطباع على أنها غامضة وعامرة بالأسرار. دخلنا ليها لقينا فيها مسبح خاصينو بعض الإصلاحات، الحديقة فيها الربيع يابس، والفيلا صباغتها مقشرة من برا. حلينا الباب ودخلنا، طلعت منها ريحة خايبة بزاف بحال ريحة الغمولة أو المياه الراكدة. لاحظنا طريقة البناء من الداخل والأقواس كلها من الطراز القديم، أما الشراجم والأبواب كلهوم فيهم النجمة السداسية ديال اليهود، قالينا الوالد أن الفيلا هاذي سنين وهي مسدودة، وأنها كانت ديال عائلة يهودية انتقلت للعيش في اسرائيل قبل ماتشريها منها عائلة مغربية مقيمة بكندا، ولكن عمرهوم ماسكنوها، وأن الدار كلها غادي تصلح وتصبغ وحتى من الأبواب والشراجم غادين يتبدلو.
عجباتنا الفيلا بزاف، وقررنا كلنا ذاك النهار باش نبداو حياة جديدة ونحاولوا نغيرو كولشي، وفعلا ذاكشي اللي وقع من بعد، حياتنا تبدلات وبزاف ديال الأمور تغيرو ولكن للأسوء.

0 commentaires: