سميتها هبة الله من عائلة متدينة نوعا ما أو لنقل بالمعنى الأصح محافظة كل صباح كان تيوصلها باباها أو خوها بالسيارة للجامعة ،كانت سنة أولى شعبة الكيمياء شكلها طفولي صغيورة و حليلوة و عينيها فيها شعاع كبير من السعادة و الفرحة بالحياة و كتنقز بحال شي فراشة من السيارة مني يحطها باباها و يطبع قبلة على جبينها بعنوان كيقراه كل من شاف هاديك اللقطة سيري الله يرضي عليك أبنتي و يحفظك و يبعد عليك ولاد الحرام.
مرت أيام هبة و هي كتزيد سطوع و تألقق باجتهادها و أدبها و خلقها اللي كيتضرب بيه المثل منذ كانت فالحضانة حتى وصلت للجامعة و كسبات صديقات فالجامعة من كل الشعب و حتى من الطالبات اللي سابقينها فالمستوى الدراسي لكن دائما كانت كتخلي حدود فمعاملاتها و علاقاتها مع الطلاب الذكور الشيء اللذي كان كيخليها تصنف عندهم و عند بعض صديقاتها فخانة المعقدات و اللي كانو دائما كيحاولو يستدرجوها لهاد العالم الجديد على أساس أنها كبرات و أنها صداقات عادية بريئة في إطار الأخوة، لكنه بالنسبة لهبة كان عالم مخيف من خلال وصايا ماماها التقليدية :عنداك أبنتي تخلي شي حد يضحك عليك ، عنداك تضحكي فينا الناس ، عنداكي يشوفوك الناس مع شي واحد و تشوهينا السمعة ديالنا .
لكن مرة مرة كانت كتقول مع راسها علاش أنا معقدة هكذا علاش منتصرفش عادية مع الدراري بحال كاع البنات راهم كيعاونوهم فالدروس و اللي مافهماتش شي حاجة يشرحوها ليها ،على هاد الدراري غدي ياكلوني ،حتى الآن على الأقل الدراري اللي معانا ماشفتهم ضحكو على تا وحدة بالعكس كيعاونوهم فالدروس و اللي مافهماتش شي حاجة يشرحوها ليها و اللي طلبات منهم شي حاجة كيعطيوها ليها ماشي بحال البنات مسمومات و أصلا أنا نحسبهم بحال خويا مصطفى و نتعامل معاهم على هاد الأساس و مكنظنش أنه إذا كنت محترما راسي غدي يتبسل عليا شي حد و علاقتي بيهم غدي تكون حدها الكلية و في مجال الدراسة لا غير و مالو خويا مصطفى البنات اللي تيقراو معاه فكلية الطب كاملين كتعرفهوم ماما وديما تيعيطوليه فالتيليفون ديال الدار و لا تيجيو حتى للدار إذا احتاجو شي كتاب و لا شي حاجة و عمري سمعت ماما تتقولو عنداك تضحك عليهم علاه مصطفى حالة فريدة من نوعها.
دخلت هبة عالم الشلة و الصداقة البريئة و اندامجات بسهولة فيه لأنها كانت مميزة بذكاءها و روحها المرحها و كذلك براءتها لحد الآن هي مالقاتش ديك العالم المخيف اللي كانت كتصور بل بالعكس ما كاين غير النشاط و التعاون على القراية و حتى إذا بسل عليها شي حد مرة مرة كانت كتوقفو عند حدو خصوصا اسماعيل اللي كان كيعجبو يمزح ديك المزح الخايب و الباسل مع البنات و اللي ماكنش هي كيعجبها حتى الواحد النهار بين ما كانت هي جالسة فالمكتبة هي و صاحبتها بشرى كيستناو الشلة باش يبداو المراجعة و التحضير للإمتحانات جا عندهم اسماعيل و قاليهم
ضبرتلكم اليوما على شكون يشرحنا الدرس ديال الكمياء العضوية واحد نص ساعة ويجي
قالتلو بشرى شكون هاد النابغة اللي غدي يشرحنا واش كنعروف
قالهاآه توفيق اللي فالماستر عرفتيه
نقزات هي و قالتلو حلف بالله …..
قالها على أنا عمري كذبت عليك غير ضربي على شي عشرين فهاد المادة .
داكشي اللي كان جا عندهم توفيق وبداو المراجعة و البنات ديال الشلة كل وحدة كتحاول تلفت انتباه توفيق ليها بالأسئلة ديالها و هو كيشرح ليهم إلا هبة فكانت غير ساكتة و كتكتب إذا سمعت شي معلومة أو شرح مفيد و توفيق مرة مرة كيوجه ليها شي سؤال باش يجبدها لكن كانت كتجاوب و عينيها فدفتارها إجابة مختصرة و تسكت.
دازت الإمتحانات و تعلقات النتائج و هبة الله طبعا من الأوائل كيف عادتها و بينما هي مع صحاباتها جا اسماعيل و هو يشوف فيها و قاليها الناس ما بقيناش نقدوهم حنا ولاو كيشوفو بعيييييد و بدا يضحك
هي ما فهماتش شنو كيعني و قالت لبشرى شنو كيبغي يقول هاد الحمق
قالت ليها علا ما لحظتي حتى حاجة السي توفيق فين ما مشيتي تابعك و لبارح قالي اسماعيل راه قاليه خصو يتكلم معاك و أنا نسيت ماقلتهاش ليك راهو فين واقف تيشوف فيك
علات هبة عينيها و إذا به كيشوف فيها و يبتسم ،حنات هبة عينيها بسرعة
و قالت لبشرى على شنو خصو منيباش يتكلم معيا
قالتليها بالعربية الفصحى بغا يتصاحب
كيفاش زعمة يتصاحب معاي ؟
واش نتي مكلخة ولا كتكلخي عليا أهبة ما عرفاش زعمة شنو يتصاحب معاك اعجبتيه أصاحبتي و صراحة بيني و بينك سعداتك البنات كاملين تيحماقو عليه عنداكي تقوليلي ما باغياش .
كانت هبة كتسمع كلام و مصطلحات جديدة عليها من بشرى حركات شي حاجة فالداخل ديالها ربما هو شعور الأنثى و حاجتها للإعجاب و مشاعر الجنس الآخر اتجاهها و فكل مرة كانت كتعلي عينيها جهة توفيق كان وقع نظراته و ابتساماته المتجهة ليها عندها وقع غريب عمرها حساتو و بينما هي واقفة مع صاحبتها فإذا به توفيق واقف معاهم معرفاتش كيفاش حتى لقات راسها بحدها معاه و بشرى بعيدة عليها ،حسات هبة بالخوف و الحرارة خارجة من جسمها و يديها كيترعدو و هي تسمعو كيقولها مالكي خايفة أنا ماغاديش ناكلك ،
غير بشوية عليك أبنتي رولاكس بغيت غير نقولك راك عجبتيني و ما كرهتش لو تقبلي صداقتي و بمجرد قالها هاد الكلمة حسات أن قلبها غدي يخرج من بلاصتو بغات تهرب من وقع هاد الكلمة اللي أول مرة تسمعها لكن رجليها مجمدين بلاصتهم، و بينما هي ساكتة و عينيها فالأرض قاليها المهم ما غاديش نزيد نبسل عليك هاكي النمرة ديالي وقتاش ما احتاجيتيني عيطيلي وخا حتى فالليل ماشي مشكيل حيت أنا كنسهر بزاف مع تحضير البحث ديالي.
شدات هبة الورقة و خباتها بسرعة فجيبها وكانت ديك الوريقة الصغيرة هي تأشيرة دخول هبة الله لدنيا الإعجاب و الحب و الغرام و الأيام و الليالي الوردية مع فارس الأحلام توفيق اللي رسمليها حياة الأميرات بكلامو المعسول و وعدو للي قطعو ليها أنه ماتفرقوعليها غير الموت. هبة الله من بعد ما كانت معمرا الدار بنشاطها و ثرثرتها و حركاتها الطفولية لي كان باباها تيعلق عليها ديما و تيقوليها :
ترساي أشنيولة باقا مابغيتيش تكبري خلاص و تزولي منك هاد البسالة
رجعات ما هياش فهاد العالم غير تجي من الكلية تدخل لبيتها حتى العشى قليل فين كتعشى معاهم و فالصباح كتفيق بكري و تخرج قبل ما يفيق باباها باش يوصلها و بعد المرات ملي كيلحقها بالباب كتقولو صافي أبابا غير رجع أنا غدي نمشي مع صاحبتي بشرى فطوبيس ، حتى صلاتها تهاونات فيها و حجابها رجع على الموضة،حتى دراستها رجعات شيء ثانوي فحياتها و ماشي هي السبب الرئيسي علاش كتمشي للكلية كتر غيابها ، و حتى مزح اسماعيل اللي كان كيرفضو حياها رجع عندها عادي و تمسحات من حولها هالة الإحترام ،و كثرات مواعيدها مع صحاباتها فالمكتبة بحجة المراجعة فوقت العطلات ، هادشي كامل حس بيه باباها واحد النهار و هو يسول مامات هبة :
آجي ما لاحظتي والو على هبة ماشي تبدلات شوية شفتها غير ساكتة و مخشية فبيتها و رجعات مهتمة بالمظهر ديالها بزاف كتبقى مع المراية بالساعات
هادي طبيعة البنات كاملين و الدراسة فالكلية ماشي ساهلة عليها مابقاش ليها الوقت ديال اللعب و التفليا على نسيتي مني كنتي كتقوليها فوقاش غدي تكبري أشنيولة و أنا بنتي مربية و عاملة فيها الثقة و مرة مرة كنوصيها تحضي راسها و علاش هاد الأسئلة ياك ما قاليك شيواحد شي حاجة .
لا لا غير جاتني تبدلات و صافي غير نتي ماتغفليش عليها .
الله يهديك الحاج بلا وسواس علاه هبة باقة صغيورة راها كبرات و نضجات و مانظنش أنها دير شي حاجة خايبة .
هبة وهبات كل وقتها نهارها فالكلية لتوفيق و ليلها لمحادثات طويييلة على الأنترنيت و فالبورتابل لتوفيق .
وكلما فاقت هبة من غيبوبة الحب و الغرام على صوت هبة البريئة:
حشومة عليك أهبة هادي هي الثقة ديال باباك و ماماك فيك تصوري يعرفو بهادشي اللي وصلتي ليه تصوري يغدر بيك و يضحك عليك و يسمح فيك ؟؟؟
كترد عليها هبة المغرومة بسرعة
لا لا توفيق كيبغيني و عمرو مايسمح فيا علاه خويا مصطفى سمح و ضحك على حنان ياك ماما كانت عارفاه مصاحب معاها و كتقولو غير سالي قرايتك و خدم و نخطبوها ليك و علاش زعما مصطفى واخة يختار مراتو المستقبلية و أنا خصهم نبقا حتى يزوجوني باللي بغاو هما و أصلا هاداك المهندس ولد صاحبو ديال بابا اللي هدرات ليا عليه ماما أنا مكنحملوش و كبير عليا بزاف أنا
عطيت الوعد لتوفيق و فوق هادشي كنبغيه و مانتصورش حياتي مع شي حد آخر . خصني غير نصبر معاه ما بقالو والو و يكمل و يخدم و يجي يخطبني من بابا و أنا تايقة فيه عمرو ما يخوي بيا توفيق كيبغيني….. وكترجع هبة لغيبوبتها الطويلة .
دازت الأيام و الشهور و جاء آخر نهار من السنة الدراسة أو لنقل آخر نهار من رحلة العشق و الغرام اللي وصلات فيها هبة لأبعد الحدود فحبها لتوفيق بعد ما وهباتو كلشي باسم الحب و الغرام اللي باركو ليهم الشيطان و اللي كان غايتو يدنس براءة هبة و يرميها فبحر الرذيلة و العصيان ومن بعد ما غرس الذئب أنيابو فنحر الحمل الظمآن و روى عطشو من عرض فنيان رماها جثة هامدة بلا قيمة بلا كيان .
هبة أنا كنبغيك و عمري مانساك أو ننسى داكشي اللي كان بيناتنا لاكن أنا طموحي كبير و باغي نمشي نكمل الدكتورا فكندا.
ردات عليه هي :
مزيان و أنا غدي نستناك ما تخافش أنا ديالك .
لا ما فهمتينيش صافي علاقتنا غدي نساليوها غادي نتزوج بنت عمي اللي فكندا باش نمشي لكندا ونكمل قرايتي تماك.
تجمدات عروق هبة كلها وهرب ليها الكلام و مر شريط ذكرياتها اللي عمراتو بالأحلام و ضيعات فيه أغلا هبة وهبها ليها الرحمان و تفكرات لأول مرة من بعد زمان باباها وهو كيبوسها على جبينها كل صباح و يقوليها سيري أبنتي الله يرضي عليك .
نزلات دمعة حارة علا خدها و حفراتو بجمر غليان كوى قلبها قبل ما يحرق الجفان وقالت ليه و لسانها ثقال من بعد ما ربطو الزمان بحب العاشق الولهان و أنا ؟؟؟
جاوبها نتي باقة صغيرة و زوينة و المستقبل قدامك و السر اللي بيناتنا راه تقدري تمحيه و مكانو ترقعيه .
من بعد ما كانت هبة كتانة حرير بلون الربيع صارت خرقة بالية معفونة حلها الترقيع . هادي حكاية هبة الله و اللي منها هبات هما بزاف و كل وحدة نهايتها أمر ملي سبقاتها لكن تافقو على العنوان حب و غرام فنيان يهتك الأعراض و يدنس المكان يدفن أرواح و ينفخ أرواح فأرحام بلا هوية بلا عنوان .
هذا مثال لنتيجة الثقة الزايدة ديال الوالدين و الوصايا الثمينة المتوارتة عند الأمهات اللتي صنعها الخوف من الفضيحة و الخزعبلات و الجهل بالتربية الدينية و هدي النبي العدنان هادي نتيجة الخوف من الناس و نسيان النصيحة بالخوف من مراقبة الرحمن.
دمتن في رعاية الر حمان و ما تفرطوش فهبة الله
0 commentaires: