jeudi 2 juin 2016

روح أطولاي ـ الحلقة 11 والأخيرة

الصباح ديال الجمعة فقنا من النعاس ونضنا، غير فطرنا قررنا نمشيو ندوزو النهار على برا في إنتظار يجي الليل، دوزنا نهار زوين بزاف، وفاش قرب يطيح الظلام قررنا نرجعو باش نديرو ذوك التحضيرات في إنتظار يجي منتصف الليل. غير حلينا الباب ديال الفيلا جانا الإستغراب والدهشة، مافهمناش علاش الجو في برا سخون ومزموت، والحديقة باردة وطايحة عليها بحال الضبابة، وحتى من البولات اللي دايرين في الجوانب ديال الحديقة كايطفاو ويشعلو تماما بحال ذيك الليلة المرعبة اللي نعست فيها بوحدي فبيتي ووقع ذاكشي اللي وقع. فاش دخلنا لقينا أن خالتي عبلة وبنتها مريم اللي ساكنين في مكناس جاو عندنا، سلمنا عليهوم وجلسنا معاهوم شوية، حتى بداو ولاد خالتي كايغمزو ليا بعينيهوم زعما باش نوضو.
نضنا وطلعنا مباشرة للبيت ديالي، شعلت “البيسي” وطليت على الفايسبوك لقيت حسام المصري مخلي ليا ميساج، طلب منا أننا مانخافوش ومانهربوش واخا يطرا اللي بغى يطرا، لأنه إيلا هربنا بحال ذيك المرة ماغاديش نبقاو نحسوا بالوجود ديال ذوك الأرواح غير في الفيلا، غادي تبقا تابعانا فينما مشينا، وغادي نوليو نشوفوهوم حتى في الأحلام، ومستحيل تصلح الأمور من بعد. هاذشي قريتو وعاودتو بصوت مسموع على خوتي وولاد خالتي، وأكدت عليهوم وعاودت باش مايهربوش.
فاش وصلت العشرة ونصف ديال الليل، قررنا باش نزلوا “لاكاف” باش نجيبو الشمع وقطعة الثوب اللي استعملناهوم في المرة الأولى، طلبت منهم يسبقوني للتحت، وأنا غير نسالي الهضرة مع حسام المصري ونلحق عليهوم، نزلوا كاملين وبقيت غير أنا بوحدي في البيت. فاش تعطلت عليهوم بداو كايعيطو عليا، طليت عليهوم من البالكون وسولتهوم علاش ماتنزلوش “لاكاف” بوحدكوم، ولكن مابغاوش وطلبوا مني ننزل دابا عندهم باش نهبطو مجموعين.
غير خرجت من الباب ديال البيت وأنا نسمع الباب ديال البالكون ترضخ بالجهد تماما بحال ذيك المرة، ماقدرتش مازال نتلفت ورايا، البيوت والدروج مطفي فيهوم الضوء وغير أنا بوحدي اللي كاين في الفوق، ماحسيتش براسي حتى بديت كانجري ونقز الدروج حتى وصلت عندهوم سخفان كانلهث.
مازال الضوء في الحديقة كايطفى وكايشعل بوحدو، دخلنا للكراج وحاولنا نشعلوا الضوء ساعا حتى هو مابغاش يشعل، أي أنه غادي يكون بزز منا نهبطو “لاكاف” في الظلام بحال ذيك المرة، كولشي شداتو الخلعة ولكن ماكان عدنا مانديرو ذيك الساعة، شعلنا الضوء ديال التليفونات ديالنا ونزلنا مجموعين.
مشينا مباشرة للصندوق اللي كان فيه الشمع، ساعا لقينا الصندوق خاوي، وحتى من الثوب الأبيض المطرز مالقيناهش. أكثر من نصف ساعة وحنا كانقلبو، ماخلينا حتى بلاصة ماقلبناش فيها، حتى عيينا وقررنا نطلعوا ونهضروا مع حسام المصري ونسولوه أش خاصنا نديرو، فاش طلعنا الصدمة كانت قوية، وحتى حد فينا ماقدر يتحرك.
لقينا الضوء مطفي، والشمعة مشعولة فوق ذيك الطبلة اللي شاف فيها صاحبي أمين اليهود جالسين، وحتى من الثوب المطرز اللي كنا كانقلبو عليه لقيناه مطوي ومحطوط فوق الطبلة، ونفس الشيء بالنسبة للتوراة. ماعرفنا مازال مانديرو، ولكن طلبت منهم أننا نتشجعوا ولا غادي توقع لينا شي حاجة خايبة. شفنا شحال في الساعة لقينا أن منتصف الليل مابقاش ليه بزاف، وقررنا أننا نجلسوا فوق الطبلة حتى يجي الوقت.
فاش وصلات 12 ديال الليل تشادينا باليدين، وبدا خويا كايردد كيما ذيك المرة: : “يا أيتها الروح إن كنت هنا أعطنا إشارة، يا أيتها الروح لقد جئنا لك بهدايا من الحياة إلى الموت…” وبعدها بدينا كانرددوا كلنا بصوت مسموع: “بحق ماه ماه ماه، طاه طاه طاه، كاه كاه كاه، بحق أطولاي، أطولاي أطولاي…” فذيك اللحظة فاش قلنا أطولاي للمرة الثالثة وهو يتحل الباب اللي كنا سادينو باش حتى حد مايسمعنا ولا يشوفنا أش كانديرو، كولشي تلفت لجيهتو وكايوجد راسو باش يتلقى الصدمة، ساعا ماكانت غير بنت خالتي مريم هي اللي حلات الباب، وسولاتنا أش كانديرو.
فذيك اللحظة كولشي طلع ليه الدم، وبقينا ساكتين كانخنزرو فيها، غير تمشات جوج خطوات للقدام وهي تطيح في الأرض وبدات كاتلوى غير بوحدها، والباب اللي كان محلول تسد غير بوحدو بشوية، كولشي تخلع وبدا كايشوف في الأخر والضواو بداو كايطفاو ويشعلو غير بوحدهوم، واحد ولد خالتي فاش شاف ذاكشي تصدم وبغى يهرب ساعا شديناه وفكرناه في ذاكشي اللي اتفقنا عليه.
بدات مريم كاتقول شي هضرة غريبة مامفهوماش، والصوت ديالها غادي وكايتبدل كايولي بحال شي راجل، وعينيها بداو كايتقلبو ويضورو تماما كيما ذاكشي اللي وقع لأمين، وحتى من الشراجم بداو كايترضخو، مشينا هزيناها وجلسناها فوق “الفوتوي” وبدينا كانحاولوا نفيقو فيها. ماعرفنا مانديرو ذيك الساعة واش نحاولوا نفيقو مريم، ولا نعيطوا ععلى مالين الدار في التحت ولا شنو؟ بقينا كانسولو فبعضياتنا حتى بدا ولد خالتي كايغوط وكايشير للجيهة ديال المرايا، مشينا كانجريو لقينا حداها الشمعة اللي كانت فوق الطبلة مشعولة، والمرايا مضببة كاملة ومكتوب فيها: ” ح ن ا م ا ن ت ا ح ر ن ا ش ح ن ا ق ت ل و ن ا ع م ر ن ا م ا غ ا د ي ن ب ر ز ت و ك و م “. فذيك اللحظة شعلوا كاع البولات اللي كانوا طافيين، تلفتنا لقينا مريم واقفة على رجليها وجايا لجيهتنا كاتسولنا “مازال ماقلتوش ليا أش كنتو كاتديرو؟”.
فهمنا ربما أن هاذيك هي الرسالة اللي حاولوا يوصلوها لينا، وهاذشي اللي تأكدنا منو فاش اتصلنا بحسام المصري اللي حاول يعطي تفسير بأن الأرواح ديال ذوك اليهود بقات فذيك الفيلا ذيك السنوات كاملة وكانت كاتشعر بعدم الراحة فاش تايقولوا عليهم أنهم انتحروا، بينما الحقيقة أنهم تقتلوا، وأننا غادي نرتاحوا منهم بمرة.
ذيك الليلة بقينا في البيت مانعسناش حتى طلع الضوء ديال النهار عاد داتنا الغمضة، فاش فقنا لقينا كاع الماكانات ديال الفيلا ساكتين وواقفين على الساعة 12، وحتى ذيك البقعة الحمراء اللي كانت في المسبح غبرات مابقاتش، وعرفنا ذيك الساعة أن ذيك الأرواح غادي توفي بالوعد ديالها وتخلينا نعيشوا بسلام وفعلا ذاكشي نيت اللي كان.
النهاية

0 commentaires: