الوالد كان جالس معانا وبالو مشطون، سول الأم ديال أمين على مول الدار قالت ليه أنه خرج فالصباح للمكتب ديالو. سلمنا على أمين اللي تحسنت الحالة ديالو بزاف واستأذنا منهم وخرجنا. فاش وصلنا للدار، عيط الوالد للأب ديال أمين ودار معاه في القهوة ديالنا في المحاميد بعد ساعة، وطلب مني باش نمشي معاه عوض مانبقى جالس فالدار.
جلست في القهوة اللي لقيناها عامرة بالزبائن، فرحت بزاف لأن المشروع ديال الوالد نجح. شديت قهوة والوالد بقى كايهضر مع الناس اللي خدامين في القهوة، دازت شي ربع ساعة وهو يبان لينا الأب ديال أمين وقف بالطوموبيل، جا وسلم على الوالد وجلسو بوحدهوم، ماكرهتش حتى أنا نجلس معاهوم ونسمع أش بغى يقولو، ولكن مابغيتش نكون متطفل وخليتهوم على راحتهوم.
مادازش الوقت بزاف حتى بان ليا الأب ديال أمين كايسلم على الوالد ديالي وتم راجع فحالو، مشيت عند الوالد اللي لقيتو مهموم وغير كايخمم، سولتو على أش قاليه مابغاش يجاوبني، ولكن استنتجت أن شي موضوع خطير هذا اللي هضرو عليه. رجعنا للدار ومشى دخل الوالد البيت ديالو وسد عليه، وحتى الغذاء مابغى يتغذى، وأنا جاني الفضول باش نعرف أش مخبي علينا الوالد، واش هاذ الموضوع عندو علاقة بذاكشي اللي طرا لأمين، أو عندو علاقة بالفيلا اللي شرينا ولا شنو؟ بقيت كانفكر شحال ونحاول باش ننسج خيوط هاذ القصة. فهاذ الأثناء جاني ميساج في الواتساب صيفطو ليا خويا أيوب وقاليا أنهم شادين الطريق راجعين لمراكش مع ولاد خالتي ومابقى ليهوم والو ويوصلو.
تغذيت ومشيت نرتاح شوية في الصالون، لأنني مابقيتش قادر نطلع لبيتي الفوق من بعد ذاكشي اللي داز عليا. غير داتني الغمضة وأنا نوض مفزوع وحسيت بقلبي بغا يسكت، فيقوني خوتي وولاد خالتي بغاوتهوم، جاو حتال وذني وبداو كايغوتو “أطولاي أطولاي” وهوما كايضحكو، طلع ليا الدم ذيك الساعة ولكن مافيها باس مادام أننا غادي نتجمعو وماغاديش نبقى نعيش الرعب والخوف غير بوحدي. غير جلسو وبداو كايسولوني على “أطولاي”، عاودت ليهوم ذاكشي اللي وقع ليا ذيك الليلة فاش بقيت بوحدي، وذاكشي اللي وقع لأمين البارح. كنت كانتسناهوم يتخلعو من ذيك الهضرة أو مايصدقونيش، لكن العكس تماما هو اللي حصل، بداو ينقزو ويضحكو ومتحمسين بزاف.
ربطنا ذيك الليلة الإتصال مع حسام المصري في “السكايب” وعاودت ليه كاع ذاكشي اللي طرا بالتفصيل، ومابانش لينا أنه مستغرب. قالينا أن الأمر كان متوقع، وغادي يبقى ديما يوقعو بحال هاذ الحوادث فالفيلا إيلا ماعاودناش درنا هاذيك الجلسة وكملناها حتى الأخير، وطلب مني نصيفط ليه التتمة ديال كتاب “روح أطولاي” اللي لقينا في “لاكاف” باش يترجمو ويصيفطو لينا نهار الجمعة، أي اليوم اللي خاص تكون فيه جلسة استحضار الأرواح.
خليت خوتي وولاد خالتي بوحدهوم في البيت، ومشيت جلست في الصالون باش ندوي مع أمين نسول فيه كيف بقى، لقيتو في الطوموبيل مع العائلة ديالو، قاليا أنه ولا لاباس عليه بحالا حتى حاجة ماوقعات. سولتو واش كايعرف الموضوع اللي هضر فيه الوالد ديالو مع الوالد ديالي جاوبني قاليا “آه كانعرف” وقطع عليا، صيفط ليا ميساج قاليا أنه مايقدرش يعاود ليا في التليفون خصوصا وأنه مع العائلة، طلبت منو باش يدوز عندي ولكن رفض، وطلب مني أنا اللي ندوز عندو من هنا 10 ديال الدقايق.
الطوموبيلا مازال ماجابهاش الوالد باش ندوز عند أمين، واخا المسافة مابعيداش بزاف لكن كاتكون الدنيا خاوية في الليل. طلبت من خوتي وولاد خالتي باش يمشيو معايا مابغاوش، وقررت أنني نمشي بوحدي بالرجل. فاش وصلت عيطت لأمين ونزل عندي، وطلبت منو باش يعاود ليا كولشي، وذاكشي اللي كان. قاليا بأن الفيلا اللي شرينا كانت ملك عائلة مغربية يهودية، قاطعتو قلت ليه “آه هاذي عارفها ومشاو لإسرائيل”، جاوبني قاليا: “لا حتى حد فيهوم مامشى لإسرائيل لأنهم كلهوم انتاحروا فذيك الفيلا…”. غير سمعت هاذ الهضرة وهي تشدني التبوريشة، بقى أمين كايعاود ليا ولكن أنا مابقيتش كانستوعب أش كان كايقول ليا، شحال وأنا ساته حتى انتبهت أن أمين مازال باقي كايهضر، قاليا بأن الأب ديالو وبحكم أنه وسيط عقاري عارف هاذ القصة بالتفاصيل ديالها، وأن ذيك الفيلا شحال وهي مسدودة لأن حتى حد مابغى يشريها، وأن ذوك الناس اللي في كندا شراوها من أحد الورثة بلا مايعرفوا أش وقع فيها بالضبط، وفاش عرفوا باعوها ليكوم بذاك الثمن اللي ماواصل حتى نصف الثمن ديالها الحقيقي. أمين كيعاود وأنا كانحس بالأرض كاتدور من تحتي، سلمت عليه وقلت ليه غادي نرجع فحالي.
في الطريق بقيت غير كانفكر فهاذ المصيبة اللي وقعات لينا، وفي عوض مانكبر الخطوات ونوصل بالزربة للدار، بقيت كانتمشى غير بشوية، حتى حسيت بحالا شي حد ورايا تابعني، تلفت مابان ليا حد، الشانطي مظلم وخاوي ومافيه حتى حد، كاين غير الشجر في الجوانب ديالو، بديت كانزرب في المشي وأنا نسمع عاوتاني شي حد ورايا كايتمشى، تلفت وهوما يبانو ليا أربعة ديال الناس لابسين “مونطوات” طوال وكايجريو لجيهتي. أوه، كاين اللي كايلبس المونطو فهاذ الصهد، غير شفتهوم وأنا نبدا نجري ماحسيتش براسي حتى وصلت الباب ديال الفيلا، جبدت السوارت من جيبي بالزربة وكانحاول نحل الباب وكانتلفت ورايا، لكن مع الخلعة مابغاش يتحل ليا، تلفت وهوما يبانو ليا هاذوك الأربعة جايين لجيهتي وحادرين راسهوم.
0 commentaires: